بالتفصيل

مقابلة: مع أعظم مستكشف في العالم، السير رانولف فينيس

مقابلة: مع أعظم مستكشف في العالم، السير رانولف فينيس

تحدثت “لورا فرينش” مع ضيف “كونارد” للنقل البحري السير رانولف فينيس عن مغامراته

أطلق عليه كتاب غينيس للأرقام القياسية لقب “أعظم مستكشف حي في العالم”، حيث حقق السير “رانولف فينيس” ما يبدو مستحيلًا في المناطق القطبية وخارجها. بعد ظهوره على متن سفينة “الملكة إليزابيث” التابعة لـ “كونارد لاين” للرحلات البحرية هذا العام، تحدثت “لورا فرينش” مع الأسطورة.

ما هي تجربتك الأكثر تحديًا حتى الآن؟

في عام 1992، انطلقت مع “مايك ستراود” لعبور القارة القطبية الجنوبية بدون دعم سيرًا على الأقدام. كان المستكشف “شاكلتون” قد حاول الرحلة الاستكشافية مع فريق من ثلاثة في عام 1914، ودخل من أعلى القارة. دخل فريق آخر من القاع، تاركين مخازن الطعام في طريقهم لـ”شاكلتون” وفريقه – لكن سفينة “شاكلتون” غرقت. بدأنا بالقرب من المكان الذي غرقت فيه السفينة، وسحبنا 490 رطلاً على كل مزلقة.

كنا على حافة الموت إلى حد كبير بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى منتصف الطريق إلى القطب الجنوبي، ولكن كان يتعين علينا النزول إلى ساحل المحيط الهادئ.

قال الدكتور “ستراود” – خبير الطعام والتغذية – إنه يمكننا البقاء على قيد الحياة، لذلك وافقت، ووصلنا إلى حيث أوصلت مجموعة شاكلتون آخر مخزن للطعام. لقد أثبتنا أنه حتى بدون الكلاب [التي كان “شاكلتون” يستخدمها للطعام]، ومع أننا لم نكن بنفس صلابة الناس في ذلك الوقت، يمكن لشخصين أن ينجحوا. كان أصعب تحدي جسدي ونفسي واجهته في حياتي.

ماذا كان الجزء الأصعب في الرحلة؟

كان بإمكاننا حمل 5000 سعرة حرارية فقط في اليوم، لذلك بدأ الطعام ينفد، و اضطررنا إلى تناول نصف حصصنا الغذائية عندما كنا نشعر بالجوع الشديد. اختفت دهون أجسامنا، لذلك كنا نشعر بالبرد الشديد ولسع الصقيع ونتضور جوعاً. قبل يومين من وصولنا إلى القطب الجنوبي، سجلنا درجة حرارة هوائية تصل إلى -96 درجة مئوية.

في عام 1982، أصبحت أنت وشريك الرحلة “تشارلز بيرتون” أول اثنين يسافرا بنجاح من قطب إلى آخر باستخدام النقل السطحي فقط. ماذا تضمنت تلك الرحلة؟

استغرق التخطيط للرحلة سبع سنوات وكان لدينا 1900 راعي. ثم استغرق الأمر ثلاث سنوات ويومين، للسفر من غرينتش نزولاً إلى القطب الجنوبي، وصولاً إلى القطب الشمالي والعودة إلى غرينتش مرة أخرى. خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في الرحلة، ظللنا نطفو على طوف من الجليد كان يتكسر تدريجيًا، في مكان ما شمالي روسيا، على بعد أكثر من 500 ميل من اليابسة.

كان علينا الإنتظار 99 يومًا حتى تأتي سفينتنا أثناء طفونا، على أمل أن يجرفنا التيار في الاتجاه الصحيح

كيف أصبحت مستكشفاً؟

عشت طفولتي في جنوب إفريقيا من سن 1 إلى 11. قُتل والدي في الحرب قبل ولادتي بقليل [عام 1944]، لكنني نشأت على قصص عنه كضابط آمر، وهذا ما تمنيت أن أكونه. لكن لم أتمكن من الإلتحاق ب”أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية” لأنه يتعين عليك الحصول على مستويات الإمتياز “درجات A” حتى يتم قبولك، وهو ما لم أحصل عليه إذ أنني كنت قد تلقيت تعليمي في جنوب إفريقيا.

الشيء الوحيد الذي فعلته هو التدريب على المغامرة في أوروبا خلال الحرب الباردة، وأخذ الجنود في التجديف و التسلق والتزلج – وهذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء.

كيف تبدو المناطق النائية في المناطق القطبية؟

كل شيء أبيض فقط، ما عداك وخيمتك والرجل الآخر. لا توجد حيوانات. لا شيء حي غيركما.

ما الذي يغريك بالعودة؟

عندما تسمع مجموعتنا أن هناك رقمًا قياسيًا قطبيًا لا يزال يتعين على البشر تحقيقه، أو إذا سمعنا أن النرويجيين يسعون للحصول على رقم قياسي لم نفكر فيه أنا ولا هم سابقًا، فعلينا أن نتحرك معًا بسرعة كبيرة …

ما الذي ستتحدث عنه في سفينة “الملكة إليزابيث” التابعة لـ”كونارد” في يونيو/حزيران القادم؟

سأركز على الأرجح على الرحلة الأولى حول الأرض عموديًا وأول رحلة عبور غير مدعومة تمامًا لقارة القطب الجنوبي “أنتاركتيكا”. سأصف كيف تمكنا من تجميع هذه الرحلات الاستكشافية وإلى أي مدى سار الأمر ببطء، على مدار 30 عامًا، لنصبح تدريجياً أكثر طموحًا حتى تمكنا من التعامل مع الأرقام القياسية العالمية الصعبة.

أخيرًا، كيف تحفز نفسك على الاستمرار في أصعب اللحظات؟

حسنًا، تريد البقاء على قيد الحياة، وأحيانًا تكون الطريقة الوحيدة للبقاء هي الاستمرار. . .

مشاركة المقال

عرض التعليقات